شهدت البلاد بالأمس نموذجا لما ينتظرها في ظل حكم حسني مبارك.. نظام أفلس بعد أن شرد الناس وأفقرها.. بعد أن اكتظت معتقلاته بالشباب.. بعد أن فاحت رائحة عجزه وفشله وتواطئه مع أعداء الشعوب لصالح حفنة من رجال الأعمال الذين لا يوجد حد لجشعهم وفسادهم.. فقد ساد العنف البوليسي عدة محافظات ومدن.. منه ما تواكب مع الدعاية الانتخابية لمعارضي النظام الذي أسفر في الإسكندرية وحدها عن 150 معتقل وما يزيد عن 33 جريح من مرشحي الإخوان المسلمين وأنصارهم.. ومنه ما سلط على شباب ولدوا وشبوا في ظل الطوارئ والفقر والبطالة وجل أحلامهم أن يتنفسوا هواء بلادهم نظيفا من الفساد والقمع والديكتاتورية والفقر..
حيث قامت قوات الأمن بالأمس باختطاف عدد لم يحدد بعد يتراوح ما بين 8 و 18 من الشباب المناضل في حركات التغيير المختلفة – بين الحركة الشعبية الديمقراطية للتغيير (حشد) وشباب العدالة والحرية وشباب الجمعية الوطنية للتغيير.. وغيرهم.. لم يظهر منهم حتى الآن إلا المناضل الشاب يوسف شعبان عضو حركة حشد ومركز الدراسات الاشتراكية بالإسكندرية والصحفي بالموقع الاليكتروني لجريدة البديل الجديد.. ليجد نفسه متهما بتعاطي المخدرات في تهمة ملفقة لا تعكس تواطؤ النيابة مع وزارة الداخلية فحسب، وإنما تعكس أيضا إفلاس هذا النظام الذي لم يعد يملك في مواجهة معارضيه والمنحازين لمصالح الفقراء سوى أن يحاول تشويه سمعتهم متصورا بغباء يفوق كل حدود أن من وقفوا ومن شاهدوا يوسف شعبان يتظاهر احتجاجا على مقتل خالد سعيد تحت التعذيب ومتضامنا مع زميله في النضال حسن مصطفى.. ومع أهالي طوسون ومع أهالي أبو سليمان وغيرهم وغيرهم سوف يصدقون ولو لدقيقة واحدة تلك التهمة الحقيرة الملفقة بواسطة رجال الداخلية وحلفائها في النيابة العامة.. وأنهم سوف ينسون الغضب على وجوه ضباط أمن الدولة حين كانوا يشاهدون يوسف وسط المتظاهرين حتى أنهم في إحدى جلسات خالد سعيد ألقوا القبض عليه قبل أن يصل إلى مكان تجمع المتظاهرين.. وكأنهم يفزعون من وجوده وصدق نضاله ضد الظلم
قد تكون ذاكرة الدولة قد خانتها بعد أن شاخت مؤسساتها وقياداتها.. قد يكون الذعر من غضب الشارع أفزعها فأقدها الرشد بحيث تلجأ إلى مثل هذه الاتهامات الفارغة في حق المناضلين الشرفاء.. لكن ذاكرة النضال في مصر لم تتأثر بالطوارئ والقمع واعتياد الكذب والتلفيق من قبل الدولة.. فهي الدولة ذاتها والنظام ذاته الذي فبرك اتهامات الاتجار في الأدوية المخدرة لمن كانوا يجمعون الأدوية والمواد الطبية إغاثة لإخوتنا في غزة.. وهي الدولة ذاتها والنظام ذاته الذي سبق أن اتهم المواطنين الشرفاء بخرق القانون حين هبوا لنجدة ضحايا الزلزال بجمع التبرعات والأغطية حين تركتهم الدولة عرايا في الشوارع وقد انهارت منازلهم وتشردوا وأبنائهم.. وهي الدولة ذاتها والنظام ذاته الذي يتهم مناضلي حقوق الإنسان بتشويه سمعة البلاد حين يرصدون ويوثقون ما تمارسه هذه الدولة من انتهاكات.. اليوم يخرجون علينا بتهمة ملفقة للمناضل يوسف شعبان قبل ان يغسلوا أياديهم مما أراقوه بالأمس من دماء مواطني الإسكندرية..
التضامن كل التضامن مع الزميل يوسف شعبان
التضامن كل التضامن مع الزملاء المختفين في ظلمات زنازين أمن الدولة
التضامن كل التضامن مع فقراء شعبنا ونضالهم من أجل الحياة الكريمة
التضامن كل التضامن مع من قرروا خوض المعركة الانتخابية في مواجهة الحزب الوطني وان كلفهم حياتهم وسلامتهم
وليسقط هذا النظام المفلس.. فليسقط نظام حبيب العادلى.. فليسقط نظام حسني مبارك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق