الحركة الشعبية الديمقراطية للتغيير "حشد" إذ تحيي من اشتبك مع هذه الانتخابات بجمهوره وبرنامجه وقوة وجوده في الشارع دون صفقات ودون خدمات الحماية والتزوير المقدمة من الحزب الحاكم لحلفائه العلنيين والسريين.. تتوجه بالتحية إلى كل القوى السياسية والأفراد الذين قرروا الانسحاب من مسرحية الديمقراطية المزيفة والى من قرروا اتخاذ مواقف حازمة تجاه قياداتهم المتحالفة مع النظام.. ويشعر بالامتنان لأحداث الأيام السابقة التي اجتمع فيها تزوير الانتخابات واعتقال الناشطين، وملاحقة الإعلاميين واعتقال وضرب الأقباط في العمرانية لتثبت مجتمعة أن التصنيف السياسي في مصر أصبح يقسمها إلى معسكرين، معسكر النظام ومعسكر مقاومي النظام.. ولتثبت أيضا ما سبق أن أكدت عليه من أن البرلمان ليس هو طريق التغيير في مصر.. وان طريق التغيير الحقيقي سوف يحفره نضال الجماهير المطحونة بالفقر والقمع والتمييز الديني حين تجمع قواها وخطاها وتزيل هذا النظام جملة وتفصيلا، بداية من بوليسه إلى رجال أعماله إلى برلمانه..
لقد كان قرار الحركة الشعبية الديمقراطية للتغيير (حشد) هو الاشتباك مع هذه المعركة طالما أنها لا تجري في غرف مغلقة وإنما في الشارع وبين الجماهير.. ولأننا كنا ندرك ان أيام الانتخابات هي دائما أيام مواجهة بين ميليشيات وزارة الداخلية والجماهير.. فقد وقفت "حشد" - وستقف دائما فيما يتلوها من معارك - في مواجهة القمع والاستبداد البوليسي والسياسي لحكم مبارك.. والى جانب الجماهير التي تقاوم هذا القمع
لقد أنزل الستار يوم الأحد الماضي على الفصل الأول من المسرحية الهزلية "الانتخابات البرلمانية" من تأليف وسيناريو وحوار وإخراج الحزب الوطني الحاكم وبطولة مطلقة لوزارة الداخلية بكافة مستوياتها بداية من البلطجية مرورا بالمخبرين وقوات الأمن المركزي ورجال مباحث أمن الدولة وانتهاء بالوزير ذاته الذي أعلن دون حاجة إلى تجميل بأنه سوف يتصدى بكل عنف لكل خروج عن الشرعية، التي يعرفها في قاموسه وقاموس النظام الحاكم بأنها كل ما لا يروق لهم وكل ما قد يشوبه أي تمثيل حقيقي لاختيار ورغبة الجماهير..
ومثلما هو الحال في العروض الهابطة قرر الجمهور – من مرشحين وناخبين – الخروج من قاعة العرض، حتى وان لم "ترجع لهم فلوسهم".. وألا ينتظروا مهازل الفصل الثاني فانسحبوا في موقف سوف يحسب لهم على الخريطة السياسية المصرية ليخرج برلمان التوريث بعضوية مطلقة لرجال الحزب الوطني اللهم ما عدا بعض الأفراد.. ولا نقول القوى السياسية.. التي يعلم الله وحده تفاهة المقابل الذي وعدوا به ليستمروا في هذه المهزلة متصورين أنهم بذلك يضفون عليه شرعية اجتمع المقاطعون والمشاركون من كافة الاتجاهات والقوى على السواء على غيابها..
وإذا كنا نتفهم تماما حالة الغضب والإحباط التي قد تصيب الكثيرين بسبب الفجاجة والعنف والقمع الذي شاب الفصل الأول من مسرحية الانتخابات إلا أننا نرى في نتيجة هذه الانتخابات فضيحة ما بعدها فضيحة للحزب الحاكم.. فضيحة تجاوزت كل ما نشر وأعلن عن فضائح الحزب الحاكم من قبل لأن الفضيحة في هذه المرة من صنع يديه.. فقد جانبه التقدير وأعماه جبروت السلطة وجنونها حتى جاء العرض الأخير خاليا سوى من "ممثل" واحد لن يجد من يخاطبه على خشبة المسرح.. وإذا كان الإعلام الرسمي وزبانية الحزب الحاكم يسعون إلى إعراب الانتخابات الأخيرة باعتبارها انتصارا للحزب الحاكم وهزيمة للمعارضة فهذا شأنهم، فلكل أوهامه يقتات عليها كي لا يرى حقيقة إفلاسه.. وإذا كان الموقف من الجولة الثانية قد يتسبب في شق بعض الصفوف والأحزاب بين مؤيد للمسرحية ورافض للاشتراك فيها فإننا نرى في ذلك مكسبا للحركة الوطنية الديمقراطية التي تحتاج من حين لآخر للفرز..
وليسقط نظام التوريث الذي يعيش على نهب الشعب.. الذي ينهب الملايين لصالح القلة.. ويقتل المواطنين في القطارات والعبارات وطوابير الخبز.. الذي يطلق النار ويفتح المطاوي على إضرابات العمال المطالبين بحقهم فيما ينتجون.. وعلى الأقباط المطالبين بحقهم في أماكن العبادة.. وعلى الطلاب المطالبين بحقهم في الحرية.. ليسقط النظام الذي لا يعرف السيادة سوى في مواجهة الشعب ويتنازل عنها رخيصة أمام أسياده الصهاينة والأمريكان.. ليسقط نظام مبارك وليحيا نضال الجماهير من أجل إسقاطه
فلنضم الصفوف ونحشد قوانا
ضد البلطجة والتزوير والطوارئ.. ضد التمديد والتوريث.. ضد الفقر ونهب قوت الشعب..
والحرية كل الحرية لشعب مصر، عمال وفلاحين وموظفين وطلاب ومعارضين الشرفاء
يوم الأحد 12 ديسمبر 2010
للاتصال: 0106030294 – 7ashd2010@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق